14‏/12‏/2010

محمد شكرون..ملهم العبرات..ومحفز الشباب نحو الحرية

صدى كفررمان
يحمل كلماته سلاحا جديدا في عصرٍ لا يلج اليه ..إلا كل تواق للحرية.. التي نفتقدها اليوم...من هنا وجد انه لابد من بث معايرها.. التي واسفا يتخطاها الشباب اليوم.. ظنا منهم انهم يعبرون الى المستقبل الحر..وإذ بهم ينجرون في أفق عالم يخذلهم..غير ان للحاج محمد شكرون نظرته الثاقبه،التي يحاول عبرها ان يصحح نظرة الشباب المفلوجة،يتمسك بمعايير ومفاتيح عاشوراء،التي من دونها لا يمكن الدخول الى اي باب في هذه الحياه.
يقف شكرون على منبر الحسين يطلق كلمات قويه،يصل صداها الى ابعد من جدار النادي الحسيني،يتلقفها كل عاشق للحريه... ويرمي بها من يجهل قيمتها...سبع سنوات ومحمد يبث برسائل عاشوراء،يأخذ من معانيها ما لم يفهمها الاخرون... ويحورها لكي تسقط بسيطه،على الاذهان،بثقة كبير يحدثك بلغة السؤال"ومن لم يتعلم من موقف ابا الفضل العباس" يقول.."ابا الفضل علمنا معنى الاخوة..معنى التضحيه والتعالي على النفس في سبيل الحق".. لايتردد في توثيق كلامه بادله وشواهد" عاشوراء هي أيام لله سبحانه وتعالى، ايام عظيمة يمكن الاستفادة منها بشتى الامور،كيف؟ بأن نصوب حياتنا،ونتعلم من تضحية أبا الفضل العباس،ومن تحدي العمر الذي قدمه لنا حبيب بن مظاهر،ومن تقديم الروح قربانا فداء للامام الحسين من قبل القاسم"...
 في كلماته تلمس خيوط رسالة يبعث بها كل يوم بإسلوبه السلي..الى الشباب والشابات، حول الحرية المحبة الاخوة التضحية:"توارثوا حب الحسين،خذوه ممن هو أكبر منكم سنا،وأعلم منكم بتاريخ كربلاء وعاشوراء،وإجعلوه دما يغلي في شراينكم،ثم اعطوه من بعدكم للأصغر فالاصغر الى احفادكم... لكي تبقى وستبقى عاشوراء تلك الشعلة المضيئة والنوارانية حتى يوم القيامة"...هذه الاشارات التي شاء سيد الشهداء ان يوصلها الى العالم
يتجه محمد اليوم نحو التاليف وكيف لا وهو العاشق المتيم لقضية الحق،يسطر ملاحمها بين كلماته التي زرعها ويحصد اليوم ثمارها حين ارى الشباب اليوم يتلقن عبر عاشوراء فلكم انفرج اساريري لذلك" ،"فانا احاول ان اكون صلة وصل بين القضية والشعلة،والعبرة التي يجب ان تصل للجميع"نصرة الحق اغاثة الملهوف المواساة"..يتابع بمتابنة الحرف"من خلال تجربتي المتواضعة اقول كلمة واحدة،ان الانسان يمكنه ان يخدم الامام الحسين من حيث هو،من خلال رفع علم او يافطة،من خلال قصيدة او مجلس،من خلال كلمة"وكانه بتلك الكلمات يوجه النداء لخدمة الامام الحسين،"لأنه من يمتثل لها سيواجه نورا الهيا يعبق في وجهه ويديه".
حين يقف على المنبر يخيم الصمت..الكل ينتظر كلماته التي سيطلقها،فلقد غدا ملاذ عشاق الرسالة"احاول ان اجمع بين الذكرى والحاضر، اخذ امثال من الحاضر واقارنها بعبر وشعائر عاشوراء،لكي ادفع الشباب لتفكيك حروفها،ليتعلموا منها".

لقد نجح محمد في خط سيره الذي سلكه،ونجح اكثر في الاضاءة على صورة عاشوراء..عاشوراء العبرة وليس فقد الدمعة "الحسين استشهد لا لنبكي عليه فقط،بل هناك اهداف يجب ان نصل اليها،الم نتعلم من حبيب بن مظاهر الذي لم يحل عمره الكبير من الجهاد،لما لا نتلقف تضحية القاسم لنتعظ منها،فالقاسم رغم انه لم يبلغ الحلم تزوج في كربلاء وقدم نفسه على مذبح الحريه".

تجربته صبت في روحه العشق المتزايد لهذا الامام المعصوم والشخصية العظيمة..."وماذا لم اتعلم،لقد تعلمت كل شيئ لقد امتلئ زادي بكل شيئ،بالعلم والاخلاق والموعظة النفسية،هذا الزاد الغني،الذي يجب أن يكتنزه كل إنسان،والتي يجب أن لا يتكلم عنه،كي لا يضيع عمله هباء منثورا،ويصبح دون قيمة"سرعان ما يتيقن،"واما اذا كان خالصا لله،فانه حتما سيكون مثمرا ومؤثرا لان ما يخرج من القلب يصل للقلب،وما يخرج من اللسان لا يتعدى الاذن،فكربلاء مدرسة يجب أن نبرع فيها..

يغوص في مآثر حزنه ويستذكر دوما شعرا كتبه وسكن عقله وهو يرثي ابا الفضل "المسافة بين صخرة الصفا والمروة هي ذاتها المسافة بين قبة ضريح ابا الفضل والحسين كأنها المسعى بينهما بين الصفى والمروة هاجر سعت بروحها لجلب الماء لاسماعيل ذبيح الله فرأت من بين قدميه دفقا صفاء الماء يروي ضماه وفي كربلا ومن المخيم للفرات بقربة العباس لعين الحسين عقد لواء فرأى من بين كفيه دما عطش الحسين فطر حشاه كلمات وقعت في قلبه وحملها في ذاكرته

  صدى كفررمان


هناك تعليق واحد:

علي عياش يقول...

مر الإنسان منذ تكوينه و خلقه من قبل الله عز و جل بالعدبد من التجارب و الإمتحانات الإلهية الصعبة و دائماً كان وراء هذه الإمتحانات أهداف و رسائل و عبر ليعتبر منها الإنسان في حياته من قصة أدم و حواء إلى قصة قابيل و هابيل إلى قصة النبي نوح و لوط و إبراهيم و شعيب عليه جميعاً السلام فكانت العبرة الأخيرة المستنتجة هي فكرة الإيمان بالله و الإتكال عليه و طاعة أوامره رغم النتائج التي يمكن أن يتعرض إليها الإنسان و هذا ما تجلى في موقعة كربلاء و ما سبقها من أحداث.

إن عاشوراء كما ورد في المقال الجميل و المهم لم تكن مجرد معركة عابرة في التاريخ فالمعارك التي حصلت كثيرة و لا تحصى و لكن من بركات الله أن تبقى هذه المعركة و هذه الواقعة ذكرى لا تنتطفىء حتى تصل أهدافها إلى كل الأجيال و بالتحديد إلى كل مظلوم.فمن دراسة معمقة لهذهه الواقعة و قلب الأحداث إلى المقلب الأخر و نفترض أن الإمام الحسين (ع) بايع يزيد و رضخ فماذا ستكون النتائج عبر التاريخ ستكون إنهزام أي مستضعف أمام سطوة الظالم و التخلي عن الحق أمام كثرة العدد فأنا أعتقد أن أهم درس و عبرة كانت من كربلاء هي عدم التسليم للإستكبار و هذا ما طبق عملياً في لبنان في الحرب ضد إسرائيل و في الصمود أمام التهويلات و أيضاً لنتخطى الطائفة الشيعية إلى معظم قادة التحرر العالمي و نهم المهاتما غاندي حين قال تعلمت من الحسين كيف أنتصر حين أكون مهزوماً إذا لقد رسخت كربلاء مفهوم مجابهة الظلم و الوقوف بوجهه حتى لو بالموت كما قال نجل الحسين علي الأكبر (ع) ألسنا على حق إذا لا يهمنا إن و قعنا على الموت أو وقع الموت علينا و هذا لم يكن مجرد موقف إنشائي بل موقف مبني على إيمان عميق بالقضية و أيضاً لمعرفة الأصحاب الأجر العظيم في الأخرة و الوعد الإلهي فالحسين (ع) حرص في يوم عاشوراء أن يبين جزاء هذا الموقف لأصحابه الذين وقفوا معه و استشهدوا و نحن نعلم مبدأ الثواب و العقاب الذي أكد الله عز و جل عليه في القرأن الكريم إذ كان دوماً يذكر عاقبة المؤمينين و عاقبة الظالمين و الكفار.

إذاً عاشوراء هي عقيدة يجب التمسك بها و وضع أحداثها في صلب حياتنا اليومية و أن لا تكون مجرد عشرة أيام تمر و تنتهي و يجب أن نتعلم من كل تفاصيلها الدروس و نعلمها لأبنائنا و يبقى الشعار مرسوم على جبهة التاريخ أن كل يوم عاشوراء كل أرض كربلاء....