30‏/11‏/2010

جفت التربة..والخضرة حزينة..

"قولك بدها تشتي..دخيلك يا الله بعات الشتى..والله الأرض شققت..والزرع يبس والفجل والملفوف والعلت والقرنبيط..ما نجح الموسم معهن إذا ما إرتو بمي الشتا ما بيمشي حالهن مهما سقيناهن من النبع"..هي كلمات ترددها علية حمزة كلما نظرت الى الزرع داخل حقلها في سهل الميذنة،فالجفاف ينذر بالخطر،والزراعة يلوح في أفقها خسائر فادحة ستلحق بالمزارع والسوق المحلي الذي ينتظر خضرة السهل البلدية،بيد أن التوقع خاب والمطر تأخر ويعني أن السهل الاخضر سيتحول نحو التصحر في زمن شح المياه التي لا تكفي ري المزروعات وحاجة الاهالي..
إذا دق الناقوس الخطر في مضمار الزراعة وكفررمان مثلها مثل أي بلدة تعتمد على الأرض في الحياة،تأثرت" لم نشهد مثل هذا الطقس من قبل..ربما أيام سفر برلك أو زمن النبي يوسف"يعلق عماد صالح الذي يشكو حال الزراعة مثله مثل أي مزارع" لم نجرؤ على زراعة القمح ولا الفول ولا الحمص والبازلاء،فالسماء لم تنزل خيرها..وإن لم تفعل فموسم بكامله ضاع هباء التغير المناخي،والمزارع يتخبط بين مطرقة الغلاء وسندان فقدان الموسم،وفي نهاية المطاف تلجأ الدولة الى الاستيراد من الخارج..دون أن تأبه لحالنا نحن"... 
حسرة كبيرة يعيشها المزارع اليوم.."لا شيئ يشي أن هناك مطر قريب،فالقمح من المفترض أن يكون قد أينع ولكنه قحل الطقس،وهذا يدفع بالحشرات لتعيث بالخضار وتفسده"تقول فاطمة التي تدعو الله أن ينزل نعمته على الفقير،تنظر الى موسمها بحسرة" السنة الماضية كان العلت اسمالله والملفوف كان منيح وكنا عم نقطف اليوم إنظر الى حاله مش عم بيلف وهيدا كارثة مع أنو عم نسقيه بس مش متل مي الشتا"..في إحدى حقول السهل يحمل أبو علي معوله ويعمل على تبويب الأثلام،ينتظر الشتاء ويأمل خيرا" البطاطا نضربت،بدها مي كثير ومهما رويناها نحن فإنها لن تجدي نفعا..لازم ترتوي من مياه الأمطار والا فإنها لن تعطي ثمارا جيدا"..يردف كلمات ثم يتابع عملها داخل السهل الذي يفتقد اليوم للقمع وسنابله الخضراء،للبازيلاء
وحبوب الفول وكل أنواع الحبوب..والسبب يعود الى التغير المناخي حتى الخيم البلاستيكية تأثرت سلبا بالمناخ تقول زهية معلم" حاولنا أن نزرع وعلقنا أمال على الخضر ولكن الخيم تأثرت كثير بالحرارة وأضرت بالمزروعات والتي جاء إنتاجها شحيحا وليس مثل العام الماضي وهذا كارثة كبرى على المزارع الذي يعتاش من الحقل ويعتمد عليها في ميدان عمله...إننا نصلي ليل نهار ليترحم الله علينا وينزل خيره على الأرض