29‏/1‏/2011

الحياة بالنسبة اليه..قصيدة

تتناثر حياته كأوراق الخريف... تتطاير تسقط أرضا،أوراق صفراء ذابلة تفيض من القلب جرعات حزن،تلمسها بين كلماته التي يرصها بإتزان ثاقب،فتولد بين يديه قصيدة ترسم حالته انه أبو سهيل الشاعر الذي ما كان في باله أن يكون شاعرا،ولكن صدف الايام وتحدي الحياة جعلته عاشقا للكلمات التي تتزاوج معه .. هو شاعر مختلف عن كل الشعراء.. لا يتقوقع داخل إنبوب القلم..ويتقمص شخصيته..بل على العكس هو فلاح يمتشق أريجها الذي يتسرب الى عقله،ومنه يخرج الى الحياة،

ترعرع في بيئة فلاحة،تأثر بها وولدت لديه عشق الأرض،كان في الحادية عشر من عمر حين إالتحق بالمدرسة،تفوق في دراسته،وإكتشف داخل المدرسة موهبته الشعرية التي غالبا ما كان يهرب من همومه اليها،فهي مفتاح السعادة بالنسبة إليه.

الحياة بالنسبة الى أبو سهيل قصيدة،وهو المترجم لها مع منجله والمنكوش،يعيش بين الكلمة والارض يحلم يغرد يهدأ فجأة يخلق الوليد"حين وجدتك" الذي كتبها لكفررمان "جسد كل التفاصيل فيها بالكلمة".."حين أكتب أشعر أنني ملكت الدنيا هناك تزواج بيني وبين الشعر وكيف لا وهو متنفسي الوحيد من تآوهات الحياة علني أغير عبره مجراه لصالحي،يصمت ثم يقول "الشعر ليس مهنة ولا قار،ولا مصلحة يعتاش منها المرء"،وكأنه يحاول أن ينتشل الكلمة من مآزقها "فهي وقعت في هاوية التطور" تزداد حسرته وهو يتحدث عن إنحدارها "عجبا لجيل لا يفهم فيه الكلمة الشعرية" ومع ذلك لم يتراجع ولم ينكفئ عن نظم خيوط الشعر في قالب سلس سهل "اكتب لأفرج عن أساريري ولاعبر عن شعوري وعواطفي لاحكي عن وجعي وتعبي عن تأثراتي"،أسمعت الناس او لم تسمع.. اهتمت ام لا.. اقيم لي امسية شعرية ام لا..كله لا يهمني...ما يهمني ان اكتب فقط.. اوراقي معي في جيبي وهذا يكفيني،فالحقل مهلمي لأرسم سطور الشعر بألواني أنا،الشعر الذي كلفتني في صغري مشاجرتي مع والدي".

تدمع عينيه وهو يروي قصة عشقة وتعلقه بالكلمة التي تقف "عند حدود منزله لانه لا يوجد من يهتم بالكلمة في زمن لا معنى للكلمة"، يمضي وقته بين الكتب تارة وبين الأرض طورا،إذ ينبلج الفجر مع ابو سهيل على قصيدة وتغيب الشمس على وقع كلمة ينطلق بها،يمضي وقته مترنحا ما بين الكتاب والحقل،أنسيه الوحيد القلم،يرتمي في أحضانه ويخط عبره لوحات الحياة بألوان متناثرة أحيانا، ومتحدة في بعضها،يشرد بعيدا عن زمانه الى أول قصيدة خطها " في العام 1958 بدأت صفصفة كلام ما كنت اعرف انه شعر ام لا،كنت أتناقله قبل المدرسة فيما يسمى "الرادة" وهي نوع من انواع الزجل،شبيه بالعمام على العمام،،وحين كنت في الثالث ابتدائي،تحداني ابو غالب بعلبكي،إذ قال لي في اخر السنة سأنال علامة على الموسيقى افضل منك لان والدي نظم لي قصيدة جيدة،حرت ماذا أفعل،وكيف سأكتب قصيدة،قررت ان اعمل شيئ فكتبت ثلاث ابيات زجل "ما لقيت بالدنيا متل لبنان ....بلاد المجد والعز والايمان....رب السما غطى الاشجار... صنوبر وغار وعرر وسندان....وقت الامتحان أنشد ابو غالب قصيدته،وانا أجدت الابيات،فأعجب الاستاذ سامي الجوني الله يرحمه،بهم وحصدت أعلى علامة" بفخر يقول تلك الكلمات قبل أن ينصرف الى ذاكرته مجددا...

يقف أمام صورة قديمة،يعلقها على جدار غرفته،ينظر اليها طويلا،قبل أن يحلق مجدادا الى العام 1959 "في هذا العام كتبت اول قصيدة شعر فصيح،كان النهار "عيد" ايقظني والدي،طلب مني الذهاب الى رعي البقرات قبل الذهاب للعيد،ذهبت الى اخر كفررمان،قرب منزل موسى داوود،القلم والورقة كانا رفيقيّ،جلست على صخرة وخطيت كلمات مازالت راسخة في ذهني "يا ايها العيد.. ان العيد اشكال تمنيات..واحلام وامال ...يوحي الى الناس افراحا تسر بها.. اما لنفسي فاحزان وزلازال..." وهذه كانت اول تجربة لي بالادب،والثانية كانت في اثناء العدوان الثلاثي على مصر 1956،وفي العام 1961 كتب قصيدة عن الانفصال بين سوريا ومصر،وفي ال 1967 انحنيت للقضية، في العام 1983 "خطيت "حتى وجدتك" جسدت فيها كفررمان والقيتها في مهرجان الحنين الى الميذنة

تأثر ابو سهيل بالشاعر القروي،وبالشعر المهجري من جبران الى ايليا ابو ماضي،رشيد سليم الخوري،ومخائيل نعيمة،"تنفرج اساريري حين اقرا لهم لانهم تركو وطن يحترق وغادو الى المهجر لأنهم كتبوا الشوق والوجع الذي يذوبني"،يتناول جرعة شعر لكي تنتعش روحه "لا يمكن أن اعيش دونها، فالكلمة غرامي والقلم سلاحي كتب عن المجتمع،الناس،واقع الحال الذي نعيشه،القضية التي تغزلت بها،كتبت عن لبنان وقلسطين وعن الحركات الثورية حتى قال لي استاذي بكير عليك حملت الهم باكرا،ولكن حين تتسلل الكلمات الى مخيلتي فأحيكها بدقة فتخرج قصيدة مفعمة بالحياة"،

نذرأبو سهيل الى قلمه للبوح بعذابات القضية التي عشقها وكتب لها عساها يوم تنتفض وتنصفه،له كتاب واحد ولكن في جعبته الكثير من القصائد التي لم تخزن في كتاب،لان المجتمع لا تعنيه الكلمات لي تجربة طبعت ديوان حصاد العمر-الجرح المقاوم وكنت اسعى لتخليد كتابتي في حصاد العمر ولكن يبدو ان الحلم بات مستحيلا،سجلت بورصة أبو سهيل الادبية العشرات من القصائد الذي كان يامل أن تدك في حصاد العمر،ديونا يجمع تاريخه الشعري ولكنه لم يتمك الا من بث جزء أول من حصاد العمر هو الجرح المقاوم،أما بقية القصائد والتي كان أخرها قصديدة عن السيدة عن السيدة زينب وعن الامام الحسين،فإنها ماتزال في الادراج لأانه كما يقول أبو سهيل"يبدو أن الحلم مستحيل ولكن الاهم انني لن أنقطع عن الكتابة لأنها أضحت ملاذي الوحيد لتنفيس غضب الايام".

ومن قصائده الذي كتبها لحفيدته

"قصيدة لحفيدته

حفيدتي عصفورة لا تشبه الطيور

صغيرة لا يتعدى عمرها الشهور

طروبة كالبلبل الصداح في البكور

لعوبة يضيق بها مهدها الصغير

وما لها ريش ولا اجنحة العصفور

ولكنها من مرح توشك ان تطير

تغريدها يوقظنا قبل بزوغ النور

والبيت مملكتها تملئه حبور

وان تنم كأنها الملاك في السرير

سبحان من صورها واحسن التصوير

لها فم كبرعم وشعرها حرير

ووجنة وردية منها الحلا يفور

ومقلتان زهرتان كعيون الحور

ان زغردت او زقزقت يغمرنا السرور

او فرفرفت تغرق في فرشها الوتير

وان شكت فكلنا حاشية الامير

وان بكت فانه انذارها الاخير



يقلب عبد الله علي احمد صفحات كتابه،وهو يقف أمام نافذته الشعرية،يغوص في رحلة عكس الزمن،في طائرة الذاكرة الى بداياته الى حيث كان يصفصف الكلمات ويرشقه على طريقة "الردادة"،قبل أن يتعلم القراءة"كان الشعر أيامي يتيما،لا ام ولا اب له،فقط كان الشهر الزجلي سائدا، كان يردده موسى حمزة،وجواد حمود،ولكنه يأسف لأنه لم يرسخ زجلهما في كتاب،إذ كان هناك القلة التي تقول الزجل،فيما كانت تنشط حلقات الردى التي تعقد في سهل الميذنة ومن بينهم علي خليل ابو زيد وعلي حيدر ضاهر ويوسف الحج يعقوب ضاهر حسن دوود هادي ابو زيد وحسن خليل محيدلي وحسن صالح"،وانا كنت اول من خط الشعر الادبي المقفى.

رسُام الكلمة،بلوحة كفررمان

ترتعش الكلمات في جدار ذاكرته فتثور..تنتفض..تخرج قصيدة مرصعة بألوان كفررمان،وحركة الحياة الثقافية،ومؤشر النهضة الشعرية،هي صورة محمد معلم،المائلة نحو زهرة الحياة التي رسمها بريشة الكلمات،ثم نحتها بصخر الرمل،ليحط به الرحال في مطار كلمة،ولدت عند حضن أمٍ يشتاق اليها،فيصورها لوحة شعرية تحمله على جناح طائر الحياة اليها ..تعيده عابقا بأريج زهرة البيلسان..ينتفض قلمه مجددا ليثور ضد انحدار الكلمة وارتهان الثقافة للتكنولوجيا..تسكت إنتفاضته ليقول "معجم الكلمات لا يتوقف عند كلمة،والكلمة حين يصل مداها فإنها تتحدى اضطهادها وإهمالها" ..

عام 1975 أبصر محمد معلم النور في كفررمان،وإقترنت طفولته بالريشة التي كان يرسم بها صورة حياته فاعجب به المدرس وادخله في مسابقة اجمل لوحة واقعية،"فازت لوحتي التي جسدت الدمار والحرب بأفضل لوحة"،سرعان ما تحول لحفر مشاعره المكتظة بالأحاسيس نحو الكتابة التي كانت طفولية خاطرية "كتبت الخواطر بداية،ثو ابتكرنا مجلة حائط في المدرسة،دوًنا عليها كتاباتنا ونشاطات المدرسة،ولكن الاحداث الامنية في ذاك الوقت حالت دون متابعتها"

في المرحلة الثانوية برزت موهبة محمد معلم الشعرية"لقد لمس استاذ مادة الادب قدرة شعرية داخلي،فشجعني وذهب الى تعزيز من قدرتي وثقتي للكتابة،وأكثر كان يخصص ساعة كل اسبوعين لمناقشة قصيدة من قصائدي،وتحليلها من قبل الطلبة ليزيدني ثقة واندفاع،أضف الى انني ملكت "ملكة"الشعر التي عززتها بالمطالعة الكثيفة التي بدأتها مذ كنت صغيرا جدا،أضف الى أنني واكبت على غحياء وحضور الامسيات الشعرية،ونشات بيني وبين الكلمة علاقة غرامية،حتى صرت انا الكلمة والكلمة انا".

"عذاب الصمت"،هو المجموعة الشعرية الاولى لمعلم "جسدت عذاب والدتي التي عانت الكثير من اصابتها بلغم اسرائيلي في العام 1986 "،خلّف وفاتها حزن كبير ترجمه معلم في كتاباته بل إقتبس من صبرها الكثير من الصور التي جسدها في قصائده بل ذهب الى تشبيه عذاباتها الصامتة بالشمعة التي تحترق وتتعذب لكي تنير للاخر دربه رغم اشتعالها وذوبانها

يعد معلم اول شاعر نشر مجموعة شعرية " كنت في السابعة عشر من العمر عندما نشرت أول مجموعة شعرية لي،"عذاب الصمت، لم يكن الامر سهلا ،ولكن ملكت جرأة النشر،كان هناك شعراء متواجدين يشاركون في الامسيات في كفررمان مثل عبد الله علي احمد والدكتور حسن نور الدين ولكنهم لم يكن في حوزتهم كتاب شعري،فالدكتور نور الدين كانت تقتصر منشوراته على الدراسات الجامعية والابحاث والكتب اللغوية،ولكنه لم يصدر اي كتاب شعري،وبعدي بدأت تصدر الكتب الشعرية"

بعد عذاب الصمت،كان "نبض القيامة " الذي شكل مرحلة انتقالية في حياته الشعرية،ثم ولدت"كأنك الغيم" الذي يعتبر الانطلاقة الحقيقية والرسمية على مستوى الدراسة،لأنه كما يقول " كنت قد انهيت الدراسة الجامعية،وتجربتي الشعرية اصبحت ناضجة،ومخضرمة ومتطورة"يتحضر معلم لإصدار مجموعتة الشعرية الجديدة،وطبعا للنثر حضور بين طيات كتابته والذي أبى الا أن يسميه النثر الوجداني، فكان له "اول الغيث "،عبارة عن نصوص نثرية ،تقوم على الوصف والتأملات الوجدانية،والى جانب الشعر والنثر يملك مشاركات في سلسلة الكتب المدرسية منها المحيط في اللغة العربية عن دار الفكر اللبناني لتعليم اللغة العربية للمرحلة المتوسطة

الشعر بالنسبة الى معلم كمقياس ريختر يرصد كل ذبذبات المشاعر والقضايا فتولد هزة هي القصيدة التي تلم بالسياسة والحب والثقافة إذ يقول معلم "الشاعر يجب ان يتأثر بكل هزة شعورية تمر في حياته والزلال هو القصيدة التي تهز جسمه من كيانه واعماقه وهذا ما يميز الشاعر عن غيره من الناس،لانه يرصد أحوال الثقافة بالمقياس"

يخط معلم شعره بطريقته الخاصة التي تشبه أفكاره وتصل بسلاسة الى القارىء،أسلوب إبتدعه لنفسه ميزه عن غيره،وخلق حالة خاصة به،ولكنه جيّر كل كلمة يخطها لخدمة القضية والوطن والحالة المعاشة،فالعديد من قصائده نفذت تلفزيونيا" أطمح لكي أخلد الكلمة،لكي تتعزز مكانه القراءة أكثر بين جيل اليوم،للأسف نحن أمام واقع لا مكان للقراء داخله،بالكاد يقرأ هذا الجيل وهذا مخيف،مضاف اليها،إرتفاع نسبة الشعراء وإنخفاض مستوى الشعر، لا ينكر معلم ثراء الواقع بالكتب الشعرية والشعراء ولكنه يقول"ليس كل ما يكتب هو شعر،وليس كل ما يوّصغ نفسه شاعرا هو شاعر،لقد سقط الشعر في شرك الأضواء الزائفة،اذ نجد اشخاص وكتب يسلط عليها الاضواء وهي لا تستحق،فيما هناك كتب وشعراء مدفونين وينبغي الإضاءه عليهم،للأسف هناك انحدار كبير له" يحز بنفسه تضاءل نسبة القراءة في مجتمع وصم أنه مثقف"كيف يعقل أن نصل الى نسبة مطالعة لا تتعد نصف صفحة بالسنة،هذه مصيبة المصائب،فأي مجتمع سنخلد،وأي مستقبل ينتظرنا،جل ما يخشاه هومسألة استشراس الانترنت في المنازل وحلوله كضيف ثقيل وإعتماده رافد غنى معرفي عند ابناءنا ،وهذا ما دفع بالكلمة لتنحرف عن مسارها من هنا نحن امام جيل فارغا

سرعان ما يصوب معلم المسار ليقول "كفررمان خصبة بالشعراء والمثقفين من الذين يملكون "لملكة" إذ وجدنا من كتب الزجل العامي،وبالفصحى شعرا والذي لم يكتب برزت موهبته بالتمثيل والرسم والتصوير "كل نواحي الابداع متوفرة في كفررمان لان المعاناة تنتج ابداعا أضف الى انه الكفررماني كان يتبادل التآويل والرادودة والمموايل خلال الحقل"





عاشق الكلمة الناطقة بالروح

يحفر بالكلمة تاريخ الحاضر،بنفس كفررماني ،يصب ثقافته في بوتقة الكلمة فتنصهر مع أفكاره،تخرج قصيدة هي روح جميل معلم،الشاعر الذي ولد في كفررمان عام 1975،في بيت فلاحي متواضع،إذ ترعرع في كنف الحقل،وتعلم كيف يترجم شعورها بكلمة،فولدت قصائد آرخّت لمسيرة شاب لم يجد سوى الشعر طريقا ليعبر عن هواجس يكتنزها من انحلال الواقع الثقافي اليوم.



يقف معلم عند عتبة الماضي يقرأ في كتابها ما خطه ورسمه من كلمات،لم يخزن منها سوى ذكريات وشوق لها،يتامل تلك النافذة يستشرف أفاقها،يحاول أن يفك خيوطها،التي تشبه خيوط الحياة بكل الوانها،يستذكر "عصفورة الوادي" "هي أول خاطرة دونتها في دفتر حياتي الشعرية كنت في الثانية عشر من العمر،خاطبت فيها "العصفورة التي شدتني اليها..للأسف ضاعت بفعل التنقل والتهجير،لم يكن يراودنا أهمية التوثيق..ولكن هذا ما دفعني اليوم لكي أحفظ كل ما تكتبه أبنتي ليشكلو إرثها للمستقبل.


فجًر عشقه لوالدته وتألمه مع عذابتها، نهر من مشاعر أفاض بها بشعره الذي رهن حياته له،وركب في قطاره يحاول أن يعيد الشعر الى سكته الاصيلة التي إنحرف عنها،إذ "يقف الشعر اليوم في واد والثقافة في واد، بينها هوة كبيرة ،تكاد لا تجتمع لان الشعر يعيش أزمة ثقة بينه وبين المعاني" يقول جميل معلم الشاعر الذي بدأ في خط كلمات متواضعة حين كان في عمر ال12 سنه ولكن كان لها وما زال الاثر البالغ في نفسه.
يهوى المطالعة يملك مكتبة كبرى في منزله تحوي مختلف أنواع الكتب"منذ صغري أشتري الكتب،"كنت شديد التعلق بالمطالعة التي غذت عقلي بالثقافة، فولًدت الكلمات خواطر شعرية نثرية،وهذه كانت الخطوة التي مكنتا انا ورفاقي في المدرسة من إصدار "منبر التلميذ" التي سرعان ما توقفت بسبب الصرعات الحزبية التي كانت عائمة في فترة الثمانينات" .

تلمس بين كلماته الحنين والشوق لارتقاء الكلمات الى منارة العشق لأن "الكتابة تشعرك بتميزك عن غيرك،ترتقي بك الى مرتبة لا يصل اليها الا كل عاشق للقراءة والثقافة"، في المرحلة الثانوية بدأ بكتابة القصائد،" العام 1996 الفت أول مجموعة شعرية "وشم البرق"،وتوالت معها القصائد الشعرية التي جسدت روحه إذ يقول"كل المفردات هي "أنا"،الموهبة نميتها بالمطالعة فالثقافة تصل بك للابداع ،لأنك اذا لم تثقف نفسك لا تتطور"،مثًل معلم الثورة في كتابته فتعددت القصائد التي حاكى فيها الثورة، لانه كما يقول "من المهم أن يثور الانسان فحاولت قدر المستطاع أن أكون ثارا،لأن الحرية والتمتع بروحها،إيمان بالثورة،لأنه مجرد أن يحلم الانسان يتغير الواقع الثائر.


تأثر بالمتنبي الذي يقرأه مرة كل سنة،وبميخائيل نعيمة ومارون عبود وتوفيق يوسف عواد "كما وأنني تأثرت بأحلام مستغانمة لأنها تكتب الرواية بلغة شعرية وشاعرية فأنا شديد التآثر بها وقد تكون هي من حرضني على كتابة النثر"


في جعبته العديد من القصائد والمجموعات الشعرية التي حفظ فيها تاريخ كفررمان والحب والقضية والثورة حتى أنه خلد فيها مشاعر الحنين لفقدان الاحبة ثلاث مجموعات شعرية هي رصيده الشعري "وشم البرق "1996 عن رشاد برس،"وجهي البيلسان 1998 عن مكتبة بيسان،في عينيك سر صلاتي 2004 عن دار الفكر المعاصر،وهناك مجموعة قيد الطبع"لعينك هذا المدى كما و له مجموعة قصصية ونصوص تاملية، "تنطلق من وصف مشهد موقف ما، لا يقف عن حدود المشهدية بل تتعمق لتستخلص منه فكرة فلسفية أعمق وأبعد مما ترى العين أو يدرك السمع تربط بين البصر والبصيرة السمع والادراك لتستخلص دروس وعبر وأفكار ومواقف وهذا نابع من عمق العلاقة الوجدانية التي تربط الكاتب بالمشاهد"يقول معلم.


لم تغب كفررمان عن قصائده "بل حضرت كما أمي والقضية ولبنان،كانوا أجزاء متكاملة كلهم شكلوا شخصيتي،روحي،هدفي،حلمي،طموحي لذلك كل القصائد التي كتبتها لأمي ولأرضي ولكفررمان كلها كانت داخل كفررمان..أول قصيدة كتبتها كان لكفررمان شأن فيها.


يجاري معلم اليوم التطور في كتابته عن طريق إعتماده الشعر المصور والمحكي "لتكون أبلغ في إيصال الكلمة في نفس المتلقي،لذا فالمجموعة الشعرية الجديدة سأرفقها ب cd لمواكبة العصر اضف الى أنني قدمت قصائد شعرية مصورة في رثاء شهداء الطائرة الاثيوبية وامهات الشهداء التي نفذت على تلفزيون المنار وهناك مجموعة من القصائد ستنفذ بهذه الطريقة كي نرمي الحجة على المتلقي


يرفض مقولة وجود أزمة في الشعر "المشكلة تكمن في الشعراء أنفسهم،وفي المجتمع،وهذا ما خفض مستواها الأدبي،ويترافق مع تراجع نسبة القراء والتحصيل الثقافي ومستوى المعرفي يدفع الى غياب القدرة على استعمال اللغة الشفافة،فهناك الكثير من حملة الشهادات ولكن لا يملكون ثقافة وهذه مشكلة بدأت تنسحب على النصوص المكتوبة والمسموعة، إذ أن الشعر الملقى يجد ازمة في فهمه، لذا تنشط لغة الارتجال السهلة التي تؤدي الى إخفاقات في التعبير الشعري،أضف الى ان الرواية.


"إذا ليست المشكلة في الشعر،بل فيمن ينصب نفسه شاعرا يقول معلم ويضيف "ليس كل من كتب خاطرة هو شاعرا،الشعر أعمق بكثر،وللأسف بدأنا أن الرواية اليوم تؤدي دور الشعر،فغالبا ما نكتب بلغة شعرية،سهله سلسة لا تُقيد الكاتب بأنظمة شعرية ،لذا نجدها اكثر رواجا،الا أنها لا تدخل في عمق الشعر،ولا يفته الاشارة الى "أننا في كفررمان نفتقد الروائين،ولكنني أقوم اليوم بكاتبه قصص قصيرة،لم أملك الجرأة لكتابة رواية لأن تجربتي مع الكتابة النثرية والادبية متواضعة، حين تسأله كيف يمكن ترميم الصورة الشعرية في كفررمان ماذا تتطلب وما المطلوب يقول:"علينا أن نفكر بنشاط كفررماني دائم،وإقامة ملتقي ثقافي مع مكتبة عامة وسهرات ثقافية متنوعة التي نفتقدها الى حد ما في كفررمان


نبذة: جميل معلم مواليد كفررمان 1975،متأهل وله ولدان،حائز على على إجازة في الأدب العربي ودبلوم وكفاءة في تعليم الادب العربي وفي طور انهار الماجستير وإعداد رسالة الدكتوراه،على مستوى المسيرة الادبية أحلامي كبيرة ومن الصعوبات التي نواجهها أننا في عصر الفكر التجاري الذي طغى على الكلمة.






16‏/1‏/2011

أحياء تنبض بالحياة..وأكلات مازالت بالبال

هنا جلست الحاجة كنون إسترقت أشعة الشمس التي تسلسل خلسة الى دارها فيما كانت تهم لصلاة الصبح،تأهبت إرتدت فستانها المزركش بالألوان القروية،وإنصرفت الى قطاف التبغ،لم تنس الحاجة كنون ان تأخذ معها زادها ليومها التبغي الطويل،حملت معها الكش البلدي،والزيتون واللبنة المقعزلة إضافة الى خبز المرقوق الشهي وإنطلقت،على حمارها نحو حقلها في الحارة الشرقية قرب سهل الميذنه،هناك كان الحاج رُبيع ينتظرها،كان يحرث الحقل ويحضر المساكب ليزرع البقدونس والخس والفجل،كانت حياتهما تبنض بنض كفررمان،بنض الفلاح المكافح الذي يجمع بين الحقل والمنزل والحياة الإجتماعية،وما إن يغرق الشمس في أتون البحر حتى تعود الحاجة كنون الى دارها،تعد للسهرية تحت شجرة الجوز الكبيرة،فالجيران ينتظرون السهرية لتبادل الحايا والأقاصيص والروايات الكفرمانية،ففي تلك السهرية تعرف كل اخبار البلدة،التي كانت تضج بالحركة ليلا نهارا...
فجأة سكن الصمت ذاك المنزل الذي تحول خربة،فقط الذكريات تسكنه،ذكريات صامته لا أحد يسمعها ولا يبالي لها،فهي تحاول أن تخترق الباب لكنها لم تفلح،شجرة
الجوز ترخي بظلالها على المنزل الذي لم يبقى منه سوى أطلال منزل خال من الحياة،ولكنه لا زال يحوي مقتنايات  قديمة من الكوارة التنكية الى الخزائن القديمة،بقربها يقبع منزل أسعد رشيد،دار قديم ولكنه يعج بالحياة،حجار قديم مصقولة أعيد ترميمها وتجميلها،أعاد الحياة للدور القديمةالتي كانت تصخب فيها الحياة القروية،في ذاك الحي القابع قرب الجبانة،زواريب ضيقة وبيوت متلاصقة،الباب يكاد
يكون على الباب كما تقول الحاجة فاطمة حمزة،التي تستقبلك بضحكة مشرقة،تركض فجأة الى داخل دارها القديم
 
والعدس ورز أكلة تقليدية قديمة تثابر على طبخها،لم تنقطع عنها،فهي صحية وطعمها شي جدا،وأفضل بكثير من الوجبات السريعة الذي ينكب الشباب على اكلها اليوم،في داخل المطبخ الصغير تقف تقلب بالعدس والرز"غالبا ما أطبخ على الحطب،وفي فصل الشتاء أكثر،بسبب الصوبا الحطب"،تقول:"أكاد لا انقطع عن تلك الاكلات من المجدرة الى عدس بسلق،الفاصوليا وكل تلك الاكلات التي علمتني إياها والدتي الله يرحمها"،ترمي بكلماتها على الطبخة التي تحركها،قبل أن تعمل على إعداد الكشك وجبة الفطور الصباحية الأشهى عندها،في منزلها تختلف الحياة،منزل قديم،تقليدي،ولكنها يضج ويعبق بأريج الحنان والحب والإلفة،ولكن ما يعز بنفس فاطمة حمزة"هو تغير معاير الحياة،منذ عشر سنوات وأنا أقطن في هذا الحي لي ستة أولاد،ولكن الذي تبدل هو أنشغال الناس بهمومه الحياتية،فبعد ان كانت نسوة الحي يجتمعن كل صباح على شرب القهوة أو تبادل الحكايا،انصرفن كل منهم للانتباه لامور مغايرة"...ولكن الحياة داخل ذاك الحي جميلة تعيد اليك رمق الحياة،لانك تتعرف على قصص
جديدة،ووجوه لم تعتد أن تراها،نسوة ينغمس داخل المنازل،فيما أولاد يتلهين بالدراجات الهوائية،وحده ذاك المنزل القديم تموت داخله الحياة..

14‏/1‏/2011

ندوة عن "أهمية إستخدام السماد العضوي" في كفررمان

نظمت بلدية كفررمان وبالتعاون مع شركة سوكومي والجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين ندوة زراعية حول "كيفية إستخدام السماد العضوي"،الندوة التي حضرها رئيس بلدية كفررمان كمال غبريس،ومزارعين من أهل البلدة



روعي في مضمون المحاضرة التي أقيمت في قاعة الأنشطة في البلدية، بث أهمية اعتماد واستعمال السماد العضوي في الزراعة لما يحمله من فوائد جمه للمزروعات خاصة لكونها طبيعة خالية من المواد الكيمائية،التي تترك الاثار وخيمة في المزروعات وفي جسم الإنسان،بحيث ركز المحاضرون المهندس المسؤول عن التسويق في شركة سوكومي المهندس الزراعي شربل لحود،والمهندسة رنا صوايا،ومسؤولة قسم الزراعة تحليل التربة في مختبر مجمع نبيه بري للمعوقين،على الفوائد الزراعية التي تنجم عنها،خاصة أنها تعطي نتاج متكافي وجيد،أضف الى أنها تعيد إحياء أسلبي الزراعة التقليدية،الخالية من المواد السامة التي يلجأ اليها المزارع في زراعته دون أن يدرك المخاطر التي قد تنجم عنها،في حين السماد العضوي يحتوي على المغذيات والمعادن،نتيجة تحلل المواد العضوية الطبيعية الناتجة من بقايا النفايات المنزلية،يعمل على تحسين التربة


إذ كما أشارت المهندسة الزراعية رنا صوايا أن "السماد العضوي الناتج عن بقايا النفايات المنزلية العضوية يستعمل كمعدل للتربة لانه يحتوي على بعض المغذيات والمعادن الاساسية ويستعمل على جميع انواع المحاصيل وهو يخضع لرقابة عالمية ويوزع مجانا على المزارعين تحت اشراف مهنسين،أضف الى أننا في شركة سوكومي نعمل على إجراء تحاليل يومية ودورية مكثفة للتأكد من خلوه من أي مادة ضارة وهو مطابق للمواصفات الموضوعة من قبل الدولة ويعتمد معايير تسميد التفريخ،ويمكن اضافته على كل انواع المزروعات والاشجار المثمرة".


من جهته لفت المسؤول التسويقي في الشركة المهندس شربل لحود الى ان "السماد العضوي يعد المحسن الاول للتربة لانه يحافظ على هيكليتها ويعطي انتاج جيد ونوعية غذائية ممتازة عكس "السماد الكيماوي"، وينصح لحود "بألعودة للزراعة القديمة،والتخلي عن المبيدات الكيمائية السامة،التي تضر بالمزروعات على المدى البعيد،أضف الى أن الجسم لا يتخلص الجسم منها بسهولة"، ويرى ان الهدف من اختيار السماد العضوي "لكي يحصل المزارع على انتاج احسن ومحصول اوفر اذ ان هذا الكمبوست يخزن المياه ويؤمن رطوبة للشتلة،ويولد نتاج متجانس".


وركزت المهندسة رنا حمادة من القسم الزراعي وتحليل التربة في مجمع نبيه بري لرعاية المعوقين"الى أهمية تحليل التربة والخدمات التي يتوجب تقديمها للشتول ومع استخدام الحضانة"معتبرة "ان هذه ثقافة جديد للتوجه نحو استعمال الاسمدة الجيدة،لكونها تعد علاجا جذري لمشاكل المزروعات،أضف الى اننا نركز "على تقديم الارشادات والنصائح للمزارع الذي لا يعرف المساوئ الناجمة عن السواد الكيمائي،السبب الرئيسي في فتاك المزروعات ،وعدم إعطاءها ثمار جيدة ذات نكهة طبيعية،تقول حمادة الى تعمل "على تحفيز المزارعة على الزراعة العضوية مع انتفاء استعمال الكمبوست للحصول على طعم جيد ونوعية جيدة


أما رئيس بلدية كفررمان كمال غبريس شدد في كلمته على أهمية قطاع الزراعة في كفررمان،خاصة وأن نسبه كبيرة من أراضي البلدة زراعية،لذا وإنطلاقا من أن البلدية ستدعم كل القطاعات لذا نؤكد "اننا سندعم وسناعد على تفعيله،وسنعمل على تقديم السماد العضوي لكافة المزارعين بالتعاون مع شركة سوكومي ومجمع نبيه بري لرعاية المعوقين"


كما وقدم غبريس فيها جردة حساب حول المشاريع التي نفذتها البلدية والتي تعزم على تنفيذها بما فيها معمل فرز النفايات والقصر البلدي والثقافي".










8‏/1‏/2011

الاعاقة السمعية..محور لقاء بين الاطباء والاهل

تأخر علي في النطق،كان بطيئ الاستيعاب،أشعر وكأنه كان لا يفهمني،الكلمات تتلعثم
على شفتيه،لم أكن في وارد فهم أن علي يعاني من ضعف في السمع وأن ما يعانيه هو
 نتيجة للأمر،تاخرت كثيرا لفهم الامر،كنت ألحظ إنطوائية لا يفهم ما أقوله بسرعة،يطلب
 تكراره،الى أن أشارت عليه معلمته بأن أصحبه الى الطبيب المختص،حينها فقط أدركت
 أن علي يعاني ضعفا سمعيا،هو السبب في تأخره الدراسي وبطئ إستيعابه...
قصة علي قد تشبه قصص كثيرة في هذا
الواقع،تدفع للبحث عن أفق لمعالجتها،وهذه
 الأفق كان مدعاة للندوة التي أقامتها
الجمعية اللبنانية اللبنانية لرعاية المعوقين،
 بالتعاون مع بلدية كفررمان ومركز
كفررمان الصحي "الأعاقة السمعية"،في
قاعة المركز الصحي بحضور ممثل عن
الجمعية الدكتور يوسف موسى،وعدد من أعضاء البلدية وأهالي،حيث فتحت الندوة النافذة
 على التساؤل حول اسباب الأعاقة السمعية،وكيف يمكن لنا أن نطور مهارات الأطفال
 ضغاف السمع،أسئلة كثيرة دارت رحاها خلال الندوة.
هل تأخر طفلك بالكلام،لا يصغي جيدا ولا ينتبه كثيرا،تلحظين تأخر لغوي
عليه،وبطئ إستيعاب،تحدثينه فيطلب إعادة
 الكلام،تلحظين أن يتنفس من فهم،يعيش 
نوعا من الانطواء في غرفته، إذا عليك
إستشارة طبيب مختص بالسمع لأن تلك
الظواهر قد تكون ناجمة عن ضعف سمع
 لديه" هكذا بدأ الدكتور إبراهيم عبدو بمداخلته التي القاها في الندوة،حيث فند
 الأسباب التي تؤدي الى فقدان السمع لدى الأطفال والمؤشرات التي تضع إحتمالات
لضعف السمع إذ أشار الى أنه"هناك مشكلة تظهر على الاطفال ولكن لا يلحظها الأهل
في أغلب الأحيان،ينجم عنها في المستقبل مفاعيل خطرة نلمسها لدى الطفل،ولكن حين
 نكتشف الأمر باكرا فيمكن حينها تفادي الكثير من ردود الفعل السلبية التي قد تطرأ على
 تصرف الولد،وبالتالي نلعب دورا في حفظ توازنه".
من جهته عرض اخصائي تخطيط السمع موريس يزبك لطرق التخطيط التي تحدد درجة ضعف السمع عند الطفل،والتي تتم وفق أساليب متطورة جدا،وتطرق الى أهمية السماعات إذ قال: "ان السماعات تطورت وتعد الرقمية متطورة جدا،لانها تتأقلم مع المحيط،بحيث يمكن لها التقاط 16 الف عملية حسابية في الثانية،وهذا بحد ذاته يولد راحة نفسية للمريض.
اما إخصائية النطق شرين منتش طرحت سؤالا من هو الولد الاصم وبنت عليه مداخلتها التي ركزت فيها على العلامات التي ترافق الطفل ضعيف السمع في مراحل نموه،إن لجهة صعوبة إكتساب كلمات جديدة أو التعبير بكلمة واحدة فقط،مشاكل سولوكية يعاني منها،وكلامه يكون غير مفهوم،وأشارت الى أن الطفل في هذه الحال" لا يمكن أن يعبر عن حاجاته ولا يمكن للمتلقي أن يفهم ما يريده،لذا من الاجد عند ملاحظة هذه الظواهر على الطفل عرضه على اخصائي سمع ليضع تشخيصه
وعرضت للألية التي يجب إعتمادها بالتحدث مع الطفل "تجنب الصراخ،والتحدث بصوت طبيعي،عدم المبالغة في تحريك الشفاه،استعمال جمل بسيطة وواضحة والحد من الضجيج والأصوات المشوشة،وعدم وضع اليد على الفم أثاء الوقوه امامه".


هذا وتخلل الندوة إجراء تخطيط سمعي للحضور

معمل فرز نفايات

عقدت بلدية كفررمان العزم على إنشاء معمل فرز للنفايات في خراجها،قوامه هنغار كبير زودته جمعية الشبان المسيحين بالتعاون مع الاتحاد الاوربي الات فرز متطورة فيما سيتحول محيط المكان الى حديقة تحيطها الأشجار،وألية عمله فرز المواد العضوية عن غير العضوية،بما نسبته 60 بالمئة نايلون وحديد وبلاستيك،و40 بالمئة نفايات عضوية يجري طمرها بطرق متطورة لتحول الى سماد طبيعي يعاد بيعه،وبالتالي فإن هذا المعمل سيكون المخرج للتخلص من النفايات التي تغرق بين الفين والاخر القرى،أضف الى أنه سيراعي كل الظروف الصحية والبيئة وسيخفف الضرر البيئي الذي عاشته المنطقة بأكمله جراء إستفحال أفة التلوث الذي بعث بها مكب كفرتبنيت الذي لا يبعد سوى 200 متر عن مكان المعمل في محلة الطهرة..
المعمل الذي سيجمع نفايات 29 بلدة سيكون بديلا عن مكب كفرتبنيت،وسيكون بمثابة تجربة جديدا متطورة،للتخلص من النفايات،الطيف المخيف للبيئة التي أرهقت من أثارها،"اعدكن أن تجربتنا ستكون مثالا يحتذى به في معالجة أفة العصر،بل ستكون حافزا لتقتاد بنا كل القرى،لانها تعتمد التقنية العالية،توفر كل الشروط الصحية والبيئية لكي نبعد الضرر لاننا لن نسمح أن نشارك في إقحام التلوث على بلدتنا،ولاننا لمسنا إنتفاء الضرر،عمدنا الى إقامة المعمل في أرضنا"يقول غبريس أمام ممثلي الهيئات المحلية والحزبية والاندية والجمعيات الذين إجتمعوا في قاعة، اللقاءات في البلدية للتشاور في المعمل.
وبعد أن إستمع غبريس الى أراء الحضور أكد أن المعمل سيكون حافز نحو الدخول في عالم معالجة النفايات أضف الى أن الطريقة التي سنعتمدها متطورة،وعملية الفرز ستجري تحت إشراف فنيين متخصصين لتجنب الضرر البيئي وبمراقبتنا،كما وأن المعمل سيشغل أيدي عاملة،كما وأننا منذ اليوم الأول لبدء العمل سنقوم بغرس الأشجار في المكان" يقول غبريس.
وأضاف"عائدات المعمل من الفرز تقدر بحوالي 750 مليون ليرة،إضافة الى 700 مليون ليرة بدل إقامة المعمل على أرضنا،أي بحدود مليار ليرة سنويا وهذا بحد ذاته سيكون مؤشرا على النهوض بالبلدة عبر تنفيذ المشاريع"يقول غبريس لافتا الى أن"هذا الامر سيمكننا من تنفيذ مشروع بقيمة 100 مليون ليرة شهريا"،ولم يفت غبريس الاشارة الى أن "تجربيتنا ستنقل العدوى الى الكثير من القرى والبلدات التي ستعمل على نقلها وتنفيذها"ويشدد غبريس الى"اننا سنعمل ضمن الحفاظ على السلامة العامة وانتفاء الضرر اضف الى ان المشروع يشغل ايدي عاملة"

7‏/1‏/2011

كفررمان

كفررمان ....

كاف،كسرت للعدو شوكته

فاءُ فتحت للصبح جفونه

راءُ،روت ملاحم التاريخ دماء

ألف،أبت أن تسلم الا للرحمن

نون،نبع خيرات من عند البارئ المنان

فألف شكر لك يا سبحان

يا إله الانس والجان

كفررمان...

يا قطعة من جنان

أريجك إقحوان

وجنتيك أزهار وبيلسان

وإذ بالندى

يدغدغ وجبة الليل المرتهل

ويوقظ للزهر خمائله

بعدما أعياه كثرة الكسل

وأصابه الغر من طول الغزل

لتنزف من الكلام أعذبه

فيه توقظ البيدر والسهل

صباحهم تسبيح

نهارهم عبادة

وليلهم فيه طول الغفران والتوبة

فسلام الى...

رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه

فحصادهم جناء

فبزوغ لبراعم النصر المؤبد

وفتح لباب الحلم السرمد

فألف سلام لمن

عطرت دمائهم أكاليل الحرية

سلام الى الاجساد الى الأزواج

الى الأمهات الى الأباء

الى الأنغام الى الأصداء

الى التراب الى السماء

فهل للعروس أن يرهقها غزل؟

وكيف لخلد أن يقينه أزل؟

مريم حمزة