29‏/10‏/2010

خبز الصاج




تتربع الحاجة أم دخيل المرأة الخمسينية على الأرض . يغطي شعرها منديل غزاه غبار أسود ينبعث من موقدة “الصاج” . بدت وكأنها منهمكة في رق العجين وهي تقلبه في الهواء عالياً بكفيها وذراعيها، لتمدده على “الكارة” قبل أن “تلطعه” على “الصاج” . تحني جسدها بما يتلاءم مع جلوسها لساعات طويلة في الوضعية نفسها . وجه الحاجة المجعّد يكشف فرحها وهي تخبز . لقد مضى زمن تخلت فيه عن هذه “المتعة الشاقة”، لكنها عادت إليها لأن “الحاجة استدعت ذلك”، تقول وهي ترمي بالحطب داخل الموقد، وكأنها ترمي بعتبها على الحياة علّها تكويها: قبل عشر سنوات وربما اكثر كان خبز الصاج من التراث الجنوبي، في كفررمان إذ لا يكاد يخلو منزل من امرأة تخبز “المرقوق” صباحاً، ولا يكاد ينقطع الخبز من داخل الدار، بل كانت النسوة تتسابق لصنع الخبز الأطيب، أما اليوم فتحول إلى ارتزاق،ويقتصر على عدد قليل من النسوة ولكنه يبقى محببا لدى كل الكفررمانيين الذين يحبذونه على غيره من أصناف الخبز خاصة أنه ذو مذاق جيد ولذيذ.

23‏/10‏/2010

سيدي متى يحين اللقاء

سيدي المغيب وراء قطبان الشمس الذهبية....
سيدي الذي أسرتك أيدي الغدر العتية....
كبّلت يداك....
أغمضت عيناك...
لكن نبضات قلبلك...
تحاكينا مع كل فجر وليد....
تحاكينا مع كل عيد جديد...
تعلقنا بحبال الأمل المديد....
سيدي,,,,,
وقفت الكلمات في باب عظمتك زجلالك...
وإحتار الكلام أمام كمالك............
فأي السطور سيلون السطور البيض...
وعلى أي الانغام ستهادي قصص المجد...........
وأي غد سيجمعنا بك......................
والله.....
لأت هذا الغد....
سيدي.............
لو ضاعت الكلمات...........
وقلبت موازين الحياة......
وتفرقت كل الكائنات.....
وتشتت اللغات
لأجدن لغة هي من الباقيات.....
تغطي السطور العاريات..
تقاوم الرياح العاتيات.........
تحيي القصص المنسيات....
قصص أنارت درب الحرية العريق....
مجدت سطور الملاحم التاريخية.....
قصص أبطال ذي السمة الأبية....
اليك الف سلام وتحية
سلامي الى روحك....
الى جسد...
الى حبال أفكارك....
الى جلالك وبهائك....
سلامي الى من طاولته أيد غدارة عتية.....
بأي ذنب أسروك....
وما الجرم الذي إقترفته حتى يحاكموك.....
أحريتك...أم عدالتك.....
أقدسيتك...أم حكمتك....
سيدي.....
كيف أذكرك....
وتبقى الدموع في عيناي أسيرة....
كلما إستحضرتك....
تضحو ضحكاتي .....
مغيبة خفية,,,,
آآآه...آه
من سوء الأحوال....
وتناقص الأخبار....
سيدي هل وفا سلامي؟!
أم عجز عن التعبير كلامي؟!
أم أزعجتك كثر سؤ الاتي؟!...

مريـــــــم حمــــــــزة