23‏/7‏/2010

كفررمان أعادت الشباب المغترب الى جذوره



كفررمان رنا جوني
حلّ أكثر من 170 شاباً لبنانيا مغتربا من المخيم الإغترابي العاشر الذي تنظمه وزارة المغتربين، ضيوفا على بلدة كفررمان التي أعادتهم الــى جذورهم التي يتوقون لمعرفتها، عبر مهرجان "لبنان المغترب... في كفررمان" الذي نظمته البلدية والاندية والجمعيات المختلفة في البلدة.
الثامنة مساﺀ وصل الشباب الى مثلث كفررمان النبطية، هناك كان رئيس البلدية كمال غبريس وأهالي البلدة، بإنتظار الضيوف الذين ما إن وطأت اقدامهم البلدة حتى إنطلقت فرقة السيف والترس، والفولكلور الشعبي في تقديم لوحات من وحي تراث البلدة، العيون تسمرت لحفظ صـــورة المشهد الــذي "لــم نعتد عليه، بل أبهرنا وادخل شعورا غريبا الى أعماقنا، عن جمال حياة اللبنانيين" يقول عمر خلوطي الــقــادم من كاليفورنيا.
وشارك الشباب الذين ساروا وراﺀ لاعبي السيف والترس والطبل الى باحة الثانوية وشاركوا الفرقة في الرقص والدبكة، "لأننا نتوق الى العودة لجذورنا، لانتمائنا، لعاداتن ا وتقاليدنا التي نجهلها" تعلق راشيل بكروم من السنغال التي تحاول أن تلتقط الصور للفرقة وللأهالي ولكل مشهد من البلدة التي خرجت كلها لتقلع مع الوفد في رحلة العودة للجذور والاصالة.

الــفــرق الموسيقية للاندية الكشفية في البلدة عزفت لحن إستقبال أشــقــاﺀ الوطن، التحية الكشفية ثــم دخــل الشباب الى مكان الإحتفال، الركن التراثي كان حاضرا ينتظر أن يعرً ف الشباب على صورة الفلح القروي، الشاعوبة الخابية، الميزان، الجاروشة وغيرها مــن أنــيــة الــفــلاح حــطــت رحالها هناك في تلك الرحلة، حيث شدّت إنــتــبــاه الــشــبــاب الــذيــن إنطلقوا بالسؤال عنها، وعن كل تفصيل من تلك الحياة وطبعا الصورة لم تغب عنهم ونظرات الحنين التي رافقتهم "ما أجمل تلك الحياة، لكم هــو رائـــع أن نــعــود الـــى جــذورنــا وأصالتنا، وإن كان للحظات" تعلق ريما جولات من تركيا، وهي تراقب بتمعن تلك الآنية التي رصت عند مدخل الباحة، تقاطعها راشيل "شعرنا بدفﺀ الجنوب اليوم، بضيافة كفررمان، بالأصالة، والانتماﺀهذا ما كنا نبحث عنه، ونريد أن نتمسك بــه، ولــن نتخلى عنه لأن جــذورنــا اللبنانية تجري في عروقنا".
كفررمان كلها ذهبت في رحلة عكس الزمن مع شبابها المغترب المحطة الاولى كانت مع "صرخة الحجر"، مشهدية فنية قدمت نوعا جديدا من التراث، بل أخذت الشباب الى متحف الشمع، ولكن على طريقة شباب كفررمان، عرضت لهم تاريخ بلدهم منذ الإحتلال الفرنسي حتى الاحتلال الاسرائيلي فــالــتــحــريــر، بــقــالــب درامــاتــيــكــي متقن، بعدها أخذ شباب كفررمان الشباب المغترب الى أروقة البلدة، الـــى آثــارهــا، الــى قلعة عجلتون الأثرية، هناك توقف الزمن قليلا ليعرف الشباب على "قصة مقاوم" وأهمية التضحية فـــداﺀ للبنان وتــرابــه، ثــم عــاد بهم الــى الرقص الفلكلوري الشعبي قبل أن يقدم لهم أحد الفتية رسالة عن أهمية النضال فــي سبيل قضية وطن وأمة، يعلق محمد الداعوق القادم من كندا "حملنا العمل المشهدي على أجنحة التفكير مليا بالانتماﺀ للوطن والتاريخ، في بلاد الإغتراب نفتقد هــذا الشعور، سنعمل ما بوسعنا لمد جسور تواصل مع لبنان لنحافظ على أصالة لبنان، لنمتن حس المسؤولية داخلنا الذي شعرنا به هنا على أرض تلك البلدة التي قدمت لنا نموذجا واضحا عن أهمية التضحية، والمحبة والإلفة".
لـــم يــتــســن الـــوقـــت للشباب التعرف على واقــع كفررمان على الأرض، ولــكــن شاﺀ رئيس البلدية كــمــال غــبــريــس "أن يــخــص كل شاب بتذكار من رائحة التراب، أن يــكــون مــن غصن السنديان في جبل الرفيع، حيث دون على اللوحة معلومات حول كفررمان، لأنه كما اشـــار غبريس" ستبقى حاضرة مع هــؤلاﺀ الشباب في كل مكان، وسيضعونها على مكاتبهم في مكتباتهم، وبالتالي رائحة كفررمان ستراف قهم".
بإبتسامة صغيرة يتلقف عمر خلوطي التذكار من غبريس قائلا لـــه "إنـــه أجــمــل تــذكــار تلقيته وساحتفظ به في مكتبتي الخاصة كي أتذكر كفررمان ورائحتها كلما نظرت إليه".
وتخلل المهرجان الــذي حضره ممثلو وزيــر الشباب والرياضة علي عبدالله فــاديــة حــلال والــنــواب عبد اللطيف الزين سعد الزين، ياسين جابر المحامي جهاد جابر، هاني قبيسي محمد جميل مــعــلــم، وشخصيات سياسية وحزبية وفاعليات ورؤساﺀ بلديات ومخاتير، فكلمة ترحيبية من عضو البلدية خليل رزق وتعريف علي شــكــرون قبل ان يلقي عضو البلدية ياسر علي احمد كلمة البلدية أشــار فيها الــى "ان كفررمان هي نموذج بسيط عن الحياة اللبنانية وخــصــوصــا الجنوبية منها، حيث كانت الزراعة رافد الحياة، وكان التبغ شهرة الثقافة وكان الفلاح يمضي أوقاتا كبيرة ويسهر الليالي لتوفير الإيــرادات لتعليم أبنائه وإرسالهم إلــى الــجــامــعــات البعيدة لمتابعة الدراسات من أجل العودة متوجها للشباب بالقول "هذا البلد بحاجة لكم لإعادة بنائه، لذلك، نوجه لكم نداﺀ العودة والمساهمة في اعادة الاعمار والتقدم وعمليات التنمية، وإذا كنتم تــودون العمل او القيام بدراسات عليا فإننا نطلب منكم تشكيل لوبي لبناني في الخارج لمساعدة لبنان في قضاياه القضايا العادلة".
وكــانــت كلمة لرئيس مصلحة العلاقات في وزارة المغتربين أحمد عــاصــي شـــدد فــيــهــا عــلــى أهمية الــتــواصــل بــيــن الــلــبــنــانــي المقيم والمغترب لتعزيز مكانة الانتماﺀ الى الوطن ومد جسور العبور الواسعة بين الشباب خاصة لما يمكن أن يلعبوا من دور في المستقبل".
http://www.albaladonline.com/html/story.php?sid=112960

ليست هناك تعليقات: