23‏/7‏/2010

على وقع الرقصات الفلكورية وتذوق الطعام القروي


مصطفى الحمود

أحيت بلدة كفررمان مهرجان "لبنان المغترب..في كفررمان"، فأدخلت 170 شاباً لبنانياً مقيماً في بلاد الاغتراب الى قلب عادات وتقاليد البلدة التي حلوا ضيوفا فيها وذلك بالتعاون مع أندية البلدة وجمعياتها وأهلها. وعلى وقع الرقص الفلكلوري والسيف والترس وعزف الأندية الكشفية لحن الاستقبال، استقبل الضيوف المتعطشون الى التوغل في عمق تراث البلدة. فمعظمهم يزورها لأول مرة. فيما شخصت العيون الى كل تفاصيل المهرجان الذي أقيم في ركن التراث وعرض داخله آواني قديمة أثارت انتباه الشباب الذين تسابقوا ليلتقطوا الصور لها. حضر المهرجان ممثل وزير الشباب والرياضة فادية حلال، وممثلون عن النواب عبد اللطيف الزين، ياسين جابر، هاني قبيسي، رئيس البلدية كمال غبريس، مخاتير البلدة وفاعلياتها وأنديتها ومثقفوها. مسرحية تحاكي المقاومة استهلت المحطة الثانية بعمل مسرحي، جسد القسم الأول منه مشهدية "صرخة الحجر" التي عادت بالتاريخ الى الأمير بشير وفخر الدين وصولا الى أيام الحرية والاستقلال، ثم الى "قصة مقاوم" بطريقة فنية معبرة، جسدت صراع المقاومة مع الاحتلال "الاسرائيلي" لتختتم برسالة واضحة قدمها احد الفتية حول أهمية المقاومة. بعدها، ألقى عضو بلدية كفررمان ياسر علي أحمد كلمة اعتبر فيها "ان كفررمان هي نموذج بسيط عن الحياة اللبنانية وخصوصا الجنوبية منها، حيث كانت الزراعة رافد الحياة، وكان التبغ "شتلة" الثقافة إذ كان الفلاح يمضي أوقاتا كبيرة ويسهر الليالي لتوفير الإيرادات لتعليم أبنائه وإرسالهم إلى الجامعات البعيدة لمتابعة الدراسات من أجل العودة". وتوجه الى الشباب بالقول "هذا البلد بحاجة لكم لإعادة بنائه، لذلك، ندعوكم للعودة والمساهمة في اعادة الاعمار والتقدم وعمليات التنمية، وإذا كنتم تودون العمل او القيام بدراسات عليا فإننا نطلب منكم تشكيل لوبي لبناني في الخارج لمساعدة لبنان في قضاياه العادلة". مد جسور التواصل تلاه رئيس مصلحة العلاقات في وزارة المغتربين أحمد عاصي، فشدد على أهمية "التواصل بين اللبناني المقيم والمغترب لتعزيز الانتماء الى الوطن ومد الجسور بين الشباب خاصة لما يمكن أن يلعبوه من دور في المستقبل". بعد الاحتفال وزعت هدايا رمزية شاء رئيس البلدية أن "تكون من رائحة التراب ومن غصن السنديان في جبل الرفيع، ومن موقع كان لجيش الاحتلال "الاسرائيلي" قبل التحرير". ودون على اللوحات التذكارية معلومات حول كفررمان، لأنهه "ستبقى حاضرة مع هؤلاء الشباب في كل مكان،وسيضعونها على مكاتبهم في مكتباتهم ومنازلهم ،وبالتالي رائحة كفررمان سترافقهم" كما اشار غبريس. عشاء قروي وإختتم المهرجان بعشاء قروي جمع كل أصناف المأكولات القديمة من المجدرة الى بقلة الحمص والمغمور، كبة الحيلة والفتوش، كبة اللبنية وبقلة الفول والفاصوليا والرشتاية. ويقول أحد الشباب المغترب في كندا "جئنا نبحث عن تراثنا الذي نجهله، وأردنا التعرف إليه وإلى عادات بلدنا". وأعرب الشباب المغترب عن سعادته لتذوقه المأكولات القديمة التي لم يسمع بها قط، وتمنوا أن تتكرر تلك الموائد باستمرار. وشكروا رئيس البلدية على "هذا العمل الكبير الذي سيكون زادنا من التراث الذي سنتمسك به"، متمنين ان تعم المشاركة من "الشباب المغترب في الدول والبلدان الاوربية كافة ضرورة التواصل عبر المخيمات الاغترابية التي تقيمها وزارة الخارجية والمغتربين".

جريدة البناء

ليست هناك تعليقات: