29‏/10‏/2010

خبز الصاج




تتربع الحاجة أم دخيل المرأة الخمسينية على الأرض . يغطي شعرها منديل غزاه غبار أسود ينبعث من موقدة “الصاج” . بدت وكأنها منهمكة في رق العجين وهي تقلبه في الهواء عالياً بكفيها وذراعيها، لتمدده على “الكارة” قبل أن “تلطعه” على “الصاج” . تحني جسدها بما يتلاءم مع جلوسها لساعات طويلة في الوضعية نفسها . وجه الحاجة المجعّد يكشف فرحها وهي تخبز . لقد مضى زمن تخلت فيه عن هذه “المتعة الشاقة”، لكنها عادت إليها لأن “الحاجة استدعت ذلك”، تقول وهي ترمي بالحطب داخل الموقد، وكأنها ترمي بعتبها على الحياة علّها تكويها: قبل عشر سنوات وربما اكثر كان خبز الصاج من التراث الجنوبي، في كفررمان إذ لا يكاد يخلو منزل من امرأة تخبز “المرقوق” صباحاً، ولا يكاد ينقطع الخبز من داخل الدار، بل كانت النسوة تتسابق لصنع الخبز الأطيب، أما اليوم فتحول إلى ارتزاق،ويقتصر على عدد قليل من النسوة ولكنه يبقى محببا لدى كل الكفررمانيين الذين يحبذونه على غيره من أصناف الخبز خاصة أنه ذو مذاق جيد ولذيذ.

ليست هناك تعليقات: