18‏/11‏/2010

صورة عيد..بريشة العين


رنه جوني
حاولت أن ألملم أشلاء الصورة المبعثرة بين تلك القبور،المنتشرة تحت أظاليل أشجار حور وسنديان عتيق،شاهد على ذكريات دموع وأحاديث أم تودع أبنها وأب يخاطب ولده وهو ينزل جثته في تلك الحفرة التي تنتظر الجميع.

كان المشهد غريب وأنا أقف اتأمل ما يحصل هنا...ضباب لف المكان ...ورائحة البخور تخيم... فيما السماء اسقطت قطرات من دموع الأحبة الذي رحلوا ...وكأنهم حضروا ليسلموا على أهلهم وأحبابهم ...حضروا ليشاركوا فرحة العيد الناقصة فرحة الراحة... حاولت أن استجمع قواي لأجمع أشلاء ذاكرتي المخضبه... بجروج تكويها ألام فراق ضي العيون ...وكأن تلك الكلمات هي التي تحاكي من حضرو الى المقبرة ليستقبلو العيد.. ويلتقو الأحبة في حضرة طيف الأحبة... بدت ذاكرتي ممزقة وصورتي مكسورة وعيوني ذارفة الدمع... وانا أرى صورة العيد الحزين وما أصابه...

في المقلب الأخر كانت اصداء التكبير تخبر الكفرمانين بالعيد... وصوت المذيع يعلن عن صلاة العيد ..إنتهى المشهد... إنتهى العيد ...الكل عاد لمنزله... أطفال إرتدو حلة العيد وخرجو الى الدكاكين... إشترو بنادق خرزية تلك اللعبه التي يمتشق بها الصغار العيد ليلعبو بها لعبه الحرب... مفرقعات ذكرت الأهالي بأجواء العيد...فيما جلس كبار السن يتأرجحون بذاكرتهم الى عيد إيام زمان حيث كانت الفرحة تغمر الثلوب والزيارات تعمر البيوت..والتهاني والحلوى توزع في كل الازقة والشوارع...الحاج أم يوسف توزع المعملول ..وأبو جواد يضيف كعك العيد الكل كان متوجها الى الأراجيح التي تقام على البيدر وأبو راجي يغني للأطفال "ياولاد الكوشة ..يويا ...عنا جاروشة...آآآآه عميقة يطلقها أبو محمد قبل أن يتحسر على ما آل اليه العيد هذا العام إذ لم يبق منه سوى إسم وذكرى في النفوس وقصة يحكي الجد للحفيد..ومع كل ذلك أنني أهنئك يا عيد لما تحمله إلينا كل عام من جديد...

ليست هناك تعليقات: